- في هذه اللحظة ونحن بشهر رمضان وبالأخص العشر الأواخر من الشهر الكريم يتعرض الشعب الفلسطيني لعملية عسكرية قذرة من الكيان الصهيوني , ولن أتحدث عن الموقف العربي مما يحدث فقد مللنا التكرار وإعتادنا مواقفهم المائعه الغير مبررة ... فدوماً ما يكتفون بالتنديد والشجب وجثث الأطفال والشباب متناثرة هنا وهناك وتكاد رائحة الدماء نتشممها من المحيط للخليج .
الغريب بالأمر أن كثيرين تناسوا وربما يتناسون بموقف ( إستعباطي ) القضية الفلسطينية وما تمثله للعرب جميعاً وتفرغوا لتصفية الحسابات فيما بينهم , بعض الدول مع حماس وتلك لا ..!! تلك الدول تقف وراء عدم التهدئة وهذه الدول تندد وتقدم مساعدات , ولا أحد يفكر بشكل حقيقي في مأساة شعب وتاريخ يمحي ويتغير لكي يكتب من جديد بأياد صهيونية كما تريد وحكامنا يصمون أذانهم ويتفرغون لتصفية الحسابات ..!!
سقطت الأن كل الأقنعه الحقيقية والصمت قد خيم علي الجميع , أين من كانوا ينادون علي القدس رايحين شهداء بالملايين ؟؟ كيف إختفوا ولم نسمع لهم صوتهم ؟ أم كانت تلك الشعارات تستخدم كأسلوب دعائي لكي يصلوا للسلطة ..!! أتبدلت المفاهيم والمباديء إلي هذا الحد ؟ الحكاية تبدوا لهم فكرة الوصول للسلطة فقط والأن قد تخلوا عن القضية برمتها ؟
ألا يوجد أحد يمتلك نظرة عامة لما حولنا والكثير منا لا يفهم , فهناك ليبيا وبها من الإقتتال الداخلي الذي لا يعلم نهايته أحد والعراق مقسم بين حكومة بجيشها وجيش أخر يحلم بما يسمي الخلافة الإسلامية لا يستحي خجلاً من إقامة أوهامه المريضة علي جثث أبناء شعبه وديانته ..!! السودان إنقسم في غمرة ثورات متتابعه بأكثر من دولة عربية وتونس تفاجئنا بأخبار الأمس عن مقتل 20 جندياً من جيشها من جماعه مسلحه , وسوريا والحرب الأهلية الدائرة هناك وشعب تائه وموزع بين بعض الدول العربية وما تبقي منه يعيش بين الخراب والدمار ....
ألا نخجل من أنفسنا ونفكر ولو قليلاً ؟! أنا لا أتحدث عن فكر مؤامرة أم لا ولكن المؤكد بأن العيب فينا نحن ثارت كثير من الدول العربية أمام أنظمة فاسدة ديكتاتورية وقد فرحنا وإستبشرنا خيراً بأن تلك الأمة لن تموت ولكن ما تبع ذلك ؟ وقعنا بين مستغل وتاجر للدين أو طامع للسلطة أو من يستغلوننا بقليل من الاغذية
تعبنا من مثرة الدماء بكل بلد عربي إما إقتتال داخلي أو فض لتظاهر أو حرب خارجية , تعبنا وتحسرنا علي من يموتون وتضيع حياتهم وأحلامهم بلا سبب , ألا يكفي ما قد شاهدناه من دماء ..؟
ألم ترتوي شجرة ضعفنا وهواننا من كل ما قد رأيناه .. لا أعلم ما الحل أنا لم أكن محللاً سياسياً يوماً أوممن يجلسون بإستديوهات الفضائيات المكيفة يتناقشون ويتكلمون ويسبون ثم يصرخون ليرحلوا لمنازلهم ولا كأن شيئاً قد حدث , ما هي إلا محاولة للبوح بما داخلي من ألم ويبقي الأمر بيد الله الذي لن يفرط يوماً بحق أحد ويأتي اليوم ويقف الجميع أمامه ...فـ لله الأمر من قبل ومن بعد .